Tuesday, October 7, 2008

الأنبا مرقس يطالب بحرية العقيدة




طالب بأن تحترم الدولة في مصر مبدأ حرية الاعتقاد للمسلمين والأقباط

أسقف شبرا الخيمة: لا نقوم بدور تبشيري رغم أن التبشير عمل الكنيسة الأساسي



القاهرة - د ب أ - قال الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، ومقرر لجنة الإعلام في المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في مقابلة خاصة مع «وكالة الأنباء الألمانية»، إن الكنيسة لا تقوم بدور تبشيري «رغم أن عملها الأساسي هو التبشير».وطالب الأنبا مرقس، والذي يصفه البعض بـ «وزير إعلام الكنيسة القبطية»، بأن تحترم الدولة في مصر مبدأ حرية الاعتقاد للمسلمين والأقباط، داعيا الى ان تفتح الحكومة حوارا مع الكنيسة في شأن ما وصفه بـ «مشاكل الأقباط». وقال: «هناك بعض المسلمين يريدون اعتناق المسيحية، ولا أعلم لماذا تحرمهم الدولة من حرية العبادة واختيار الدين المسيحي، كما يكون للقبطي الحرية في اعتناق الإسلام».إلا أن أسقف شبرا الخيمة، عاد وأكد أن الأولوية بالنسبة الى الكنيسة «الضغط من أجل الحصول على حق الأقباط الذين اعتنقوا الإسلام ثم أرادوا العودة للمسيحية، في ما يتعلق باعتراف الدولة بهذا الحق».وكانت محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة قضت بحق العائدين للمسيحية في تغيير خانة الديانة في أوراقهم الرسمية، لكن دائرة أخرى في المجلس عادت وأحالت الأمر برمته على المحكمة الدستورية العليا للفصل في مدي تعارض الأمر مع المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الإسلام، هو دين الدولة، ومبادئ الشريعة الإسلامية، المصدر الرئيسي للتشريع.وحول اتهام المفكر الإسلامي زغلول النجار للكنيسة القبطية بقتل وفاء قسطنطين، وهي زوجة كاهن قبطي أعلنت عام 2004 رغبتها دخول الإسلام لأسباب قيل إنها ترجع إلى رغبتها في الهرب من زوجها، لكنها تراجعت بعد ضغوط من الكنيسة، قال مرقس إن هذا الكلام «لا أساس له من الصحة»، مشيرا إلى أنه اتصل بالدير الذي توجد فيه قسطنطين واطمئن أنها بخير «وتواظب على الصلوات».وحول السبب الذي يمنع الكنيسة من ترك وفاء قسطنطين تعيش خارج الدير، رد: «هي التي تخشى من الخروج لئلا تتعرض لأذى».وكانت الأديرة القبطية أعلنت إغلاق أبوابها أمام الزوار بعد ما أصدر أصوليون بيانا على الإنترنت يدعون فيه الى تفجيرها عقب تصريحات النجار.من جهة أخرى، أكد الأنبا مرقس أن الحال الصحية للبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية «جيدة جدا» وأنه سيعود قريبا الى مصر، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن هذا مجرد تكهن «والأمر بيد الأطباء الذين لم يحددوا موعدا لخروج البابا من المستشفى بعد».وكان شنودة (85 عاما) تعثر في غرفته قبل شهور ما تسبب في حدوث كسر بعظام الحوض استدعى سفره بطائرة خاصة إلى مستشفى كليفلاند - ولاية أوهايو، للعلاج. وذكر أن البابا قال إنه لن يعود إلا واقفا على قدميه وقادرا على السير في شكل طبيعي.لكن الأنبا رفض الحديث حول خلافة شنودة، واكتفى بالقول، ان «الكنيسة هي كنيسة الله وهو مسؤول عنها».ويعاني البابا من أمراض أخرى استدعت سفره المتكرر خلال السنوات الماضية لتلقي العلاج ومن بينها متاعب بالكلى.وقال أسقف شبرا الخيمة إن الأحداث الطائفية في مصر «مناخ لا بد من دراسته بطريقة سليمة من خلال لجنة من الحكماء والمثقفين ورجال الدين، لاتخاذ الحلول المناسبة». وأضاف أن ذلك يتعين أن يتم «ليس عن طريق اللقاءات والتحيات ولكن عن طريق معرفة الأسباب وحلها».وحول ما إذا كان إلغاء إفطار الوحدة الوطنية الذي تنظمه الكنيسة سنويا يعكس وجود توتر في علاقة الكنيسة بالدولة، اوضح: «لا يزال هناك تقارب مع الحكومة، مع وجود بعض الأمور التي نشكو منها باستمرار». وأكد أن إلغاء مائدة الوحدة الوطنية هذا العام لا يعني إلغاءها في شكل نهائي، مشيرا إلى أن البابا هو الذي سيقرر ما إذا كانت ستقام العام المقبل أم لا. وأضاف: «إلغاء المائدة ليس رد فعل، فالبابا ليس ممن يتصرفون بأسلوب رد الفعل في معاملاته».وحول تصريحاته الصحافية التي قال فيها إنه يؤيد تولي جمال مبارك رئاسة الجمهورية خلفا لوالده الرئيس حسني مبارك، أكد الأنبا مرقس أن هذه التصريحات «رأي شخصي لا يمثل الكنيسة ولا الأقباط». غير أنه أضاف، «أرى أن جمال شاب على دراية بالاقتصاد وتربى في بيت سياسي، وأنا شخصيا أستريح له».وكثيرا ما تعلن قيادات الكنيسة تأييدها للحزب الوطني الحاكم، وكان أحدث المؤشرات، تصريح الأنبا مرقس نفسه الذي أعرب فيه عن ترحيبه بتولي جمال الحكم خلفا لوالده.وحول ما إذا كانت قيادة الكنيسة تتحاور مع الدولة في شأن مشاكل الأقباط، اكد: «نحن باستمرار نخاطب الدولة، لكن الكنيسة تطلب حوارا مع الدولة».وعدد مرقس بعض المشكلات التي يشكو منها الأقباط، ومنها «استبعادهم من الوظائف العليا وصعوبة بناء وترميم الكنائس».ولا يوجد إحصاء رسمي بتعداد الأقباط في مصر، فبينما تقدرهم مصادر حكومية بنحو 10 في المئة من تعداد السكان البالغ نحو 80 مليون نسمة، تؤكد الكنيسة أن النسبة تتعدى الـ 15 في المئة.