Wednesday, November 21, 2007

سجن سيدة قبطية3 سنوات بسبب إسلام والدها و زواجها من شخص مسيحي منذ 25 عاما
قضت محكمة جنيات شبرا الخيمة على سيدة قبطية تدعى شادية ناجي إبراهيم بالسجن ثلاثة سنوات بتهمة "الإدلاء ببيانات غير صحيحة في قسيمة زواجها (عام 1981) بأنها مسيحية الديانة في حين أنها مسلمة بالتبعية لإسلام والدها عام 1962 بينما كانت طفلة.
و بينما تنفذ شادية العقوبة لازالت بهية شقيقتها هاربة من تنفيذ حكم بالسجن ثلاث سنوات صدر عام 2000 في نفس القضة.
و طبقا لتحقيقات النيابة فقد وجهت النيابة تهمة التزوير في محررات رسمية ضد الشقيقتين شادية 48 عاما و بهية 47 عاما و والدهما ناجي إبراهيم السيسي الذي توفي عام 2002.
يقول مايكل موريس محامي شادية و بهية أن القضية ترجع إلى عام 1962 عندما هرب ناجي إبراهيم السيسي من منزله في ميت غمر بسبب خلافات زوجية، و أشهر إسلامه و أطلق على نفسه إسم مصطفى، و ترك وراءه طفلتين هما شادية 3 سنوات و بهية سنتين و بعد مرور بضع سنوات عاد إلى منزله مرة أخرى بعد موافقة زوجته على العودة إليه شريطة أن يحصل على شهادة من الكنيسة تفيد عودته إلى المسيحية، و أنجب أربعة أولاد، و لجأ إلى استعادة هويته المسيحية من خلال تزوير أوراق رسمية تفيد أنه مسيحي.
و طبقا لملف التحقيقات في القضية، في عام 1996 كشفت التحقيقات مع محترف تزوير عن يدعى رمضان عن قيامه بتزوير أوراق رسمية ل 17 شخص من بينهم والد شادية إلى جانب تزير جوازات سفر لإسرائيليين، و سودانيين دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية.
تم القبض على ناجي السيسي ضمن المتهمن، و أثناء وجود بهية و شادية مع والدهما بسراي النيابة للتحقيق في واقعة التزوير المتهم فيها أبيها قال لها وكيل النيابة "إن والدك أسلم و وثائق عودته للمسيحية مزورة و من ثم تكوني أنت مسلمة بالتبعية، و لا يجوز لك الزواج من شخص مسيحي" و تم ضمهما هي و إختها في القضية.

جرى العرف في القضاء المصري على أن يتبع الأطفال ديانة أي من الأبوين في حالة تحوله الي الإسلام.

قال مايكل موريس أن النيابة أخلت سبيل شادية و بهية و والدهما في عام 1996 بضمان محل الإقامة و في عام 2000 صدرت أحكام غيابية على المتهمين في قضايا التزوير التي قام بها رمضان، و منها الحكم على شادية و بهية بالسجن 3 سنوات بتهمة طبقا للنص الوارد في بيان الإتهام.
و حكم أيضا على ناجي السيسي والدهما بالسجن ثلاثة سنوات إلا أنه لم ينفذ الحكم بسبب وفاته عام 2002.

و في يوم أغسطي26 و بينما تجهز شادية لزفاف أبنها يوم 30 أغسطس فوجئت بالشرطة تلقي القبض عليها لتنفيذ الحكم بالسجن ثلاث سنوات بينما تمكنت بهية من الهرب.
قال موريس "طبقا للقانون ففي حالة القبض على متهم صدر ضده حكم غيابي قديم نقوم بعمل إعادة للإجراءات لتجرى المحاكمة من جديد، حيث يسقط الحكم بمجرد القبض على المتهم"

تقول بهية في لقاء معها "البلد كلها تعرف أننا مسيحيين و أبناءنا خدام في الكنيسة، و يطلقون علة والدي الخواجة ناجي فكيف بعد 47 سنة أجبر على دخول الإسلام"
و تضيف "أنا لم أزور وثيقة زواجي حينما قلت أنني مسيحية فهذه هي الحقيقة"
و يقول مايكل موريس "التزوير هو تغيير الحقيقة في محرر رسمي بقصد الإضرار بالغير، و ما حدث أن شادية و بهية أدلا ببيانات حقيقية لأنهما منذ ميلادهما حتى الأن مسيحيتان.

و أكد موريس أن القضية كانت بغض النظر عن الشق القانوني منتهية لأنه طبقا للقانون تنقضي الدعوى الجنائية بمرور 10 سنوات على الواقعة محل الإتهام و قد مر 25 سنة على زواج شادية، لذا فقد كان من المتوقع حتى قبل مناقشة القضية أن ينظر لهذا الشق الشكلي"
و أشار موريس إلى أن التزوير هو تغيير الحقيقية في محرر رسمي بقصد الإضرار بالغير، و في الحالة التي نحن بصددها لم يتم تغيير الواقع حيث ولدت شادية و بهية مسيحيتان و عاشتا مسيحيتان"
طالب تقرير صادر عن هيومان رايتس واتش و المبادرة المصرية للحقوق الشخصية صدر الأسبوع قبل الماضي "باسقاط التهم عن اى شخص تمت ادانته جنائيا بسبب حصوله على وثائق تحقيق شخصية مزورة لا لشئ الا لرفض الحكومة السماح له بتغيير ديانته من الاسلام الى المسيحة في هذه الوثائق"
إتهمت التقريرالحكومة المصرية بالتميز ضد مواطنيها بعدم تطبيق القانون و الدستور الذي يقضي بحق كل مواطن تدوين بيانات الديانة الفعلية في أوراق إثبات الهوية. سواء بعدم بعدم السماح سوى بتسجيل إحدى الديانات السماوية الثلاث، أو بحرمان المتحولين عن الإسلام من إثبات دياناتهم الحقيقية و ذلك بما يخالف القانون القانون المصري ذاته الذي يكفل الحق في ذلك.

و أجبرت وزارة التربية و التعليم الطفلين التوأم ماريو و أندروا 13 سنة بدراسة الدين الإسلامي بعد تحول والدهما للإسلام و قيامه بتغيير بيانات شهادة الميلاد الخاصة بهما من المسيحية للإسلام. إلا أنهما رفضا الإمتثال لقرار المدرسة بدراسة الدين الإسلامي.

Wednesday, November 14, 2007

الحرية هى الحل
"مجتمع تغيب فيه الحرية مجتمع له سقف من النمو و التقدم لا يمكن ان يتخطاه مهما بلغ من تقوى و ورع"
بالرغم من اني شاهدت فيلم القلب الشجاع للممثل الامريكى القدير ميل جيبسون عدة مرات إلا أني لازلت اتوقف عند هذا الفيلم طويلا.خاصة في المشهد الأخير الذي يعدم فيه بطل الفيلم الثائر الاسكتلندي ضد الاستبداد الانجليزي وليام ولاس، حين يخيّروه بين ان يعلن استسلامه و ولائه لملك انجلترا فينجوا بنفسه، او يقتل و يعذب بابشع انواع التعذيب، فيقرر ان يتحمل الالم و يضحى بنفسه من اجل حرية وطنه. و جمع كل ما تبقى له من قوة و هو يلفظ انفاسه الأخيرة و صرخ بأعلى صوت. مات ولاس لكنه اصبح رمزا للحرية. فقد عرف معنى الاستبداد في غياب الحرية، و انه لا قيمة لحياة لا يأمن فيها على حريته حين قتلت زوجته أمام عينيه، و هو الذي لم يستطع اعلان زواجه منها لان الامراء الانجليز كانوا يأخذون العروس من عريسها في اول ليلة.و في مشهد من المشاهد الرائعة و هو مشهد المواجهة بين الجيش الانجليزي المدجج بالسلاح، و بين المتمردين الاسكتلندين بأسلحتهم التقليدية. حين راي الاسكتلندين عتاد الانجليز ففكروا في الانسحاب، مستسلمين للخضوع مرة أخرى للاستبداد و التخلى عن حريتهم. فقال لهم وليام ولاس كلماته الرائعة التى ينبغى ان تكرر على مسامع المصريين "يمكنكم الان ان تنسحبوا و تعودوا الى منازلكم، لكن حين تأتى لحظة الموت و انت كهل كبير على فراشك ستتمنى ان يعود بك الزمن لتلك الحظة التى تخاذلت فيها و فرطت في حريتك"و قد وقفنا –الشعب المصري- هذه الوقفة كثيرا و قررنا الانسحاب من المواجهة و اختيار ان نحيا بدون حرية تحت الاحتلال الاجنبي تارة و تحت الاستبداد الداخلى تارة اخرى، و تركنا خدودنا ملطشة لكل من هب و دب.و قد مات اجدادنا و تركوا لنا ارث من العبودية، بكافة اشكالها، و الاستبداد الذي جعلنا غير واثقين من انفسنا، و امة من العجزة في كافة المجالات.
ليس غريبا ان يكون اول ما يقابلك في الولايات المتحدة الامريكية هو تمثال الحرية، يحمل شعلة التنويرلهذه البلاد و الشعوب التى عرف معنى الحرية و هبت للدفاع عنها لانها تعرف ان حضارتها مبنية عليها. و قدمت تضحيات من اجلها من دماء ابنائها، في حين كنا نحن جبناء في تقديم التضحيات من أجل الحرية.لقد سلب منا حكامنا في نهاية عهد الفراعنة حريتنا، فلم نشعر انها ضاعت منا حين تم استعمارنا. و خضعنا للاستبداد حتى كدنا ان ننسى اننا شعب يمكن ان يحكم نفسه، و المشهد المثير للسخرية في التاريخ المصري، عندما خلع المصريون الوالى العثمانى خورشيد باشا ذهبوا لشخص اجنبي اخر لكى يطلبوا منه ان يحكمهم.
لقد أصبحت " الحرية هى الحل" و الدواء الاكيد لحالتنا. في مصر و المنطقة العربية، التى اصبحت ثقافة الاستبداد جزء من تكوينها الثقافي. فاذا كان الاستبداد هو الذي أوصلنا الى هذه الحالة. و انا لا اتكلم عن استبداد الحاكم فقط بل الاستبداد بكافة اشكاله، بدا بالاستبداد داخل الاسرة و استبداد رجال الدين، و استبداد صاحب العمل.. نهاية باستبداد الفرد الحاكم المتحكم.
الخوف الان من وصول الاخوان الى السلطة، لاننا سنخرج من نظام ديكتاتوري يحكم باسم الفرد ، الى نظام شمولى اخر يحكم باسم الحق الالهي، و يسلب الهامش الضئيل من الحرية الاجتماعية المتاحة ليكون هناك من يحاسبونك على الارض على افعالك المفترض ان تحاسبك عنها في السماء.
في مناخ محافظ و متذمت مثل هذا لا ينمو الابداع لان الابداع هو ابن من ابناء الحرية. الحرية كما يعرفها العالم و ليست الحرية التى نضع لها الف قيد، و تضرب كفا بكف حين تجد من يحدثك عن الحرية بل و يهتف بملء شدقيه مطالبا بها، ثم يضع لك قائمة طويلة من الممنوعات.
مجتمع تغيب فيه الحرية السياسية و الاجتماعية و بالتالي الحرية العلمية و الفنية و الادبية... هو مجتمع لها سقف من النمو و التقدم لا يمكن ان يتخطاه مهما بلغ من تقوى و ورع.
الحرية هى علاج امراض الاستبداد التى عششت في ثقافتنا، حتى أصبحت ثقافة شاذة عن ثقافة العالم شرقه و غربه. و و تغللغل تلك الثقافة جعلنا ندافع عنها تحت مسمى الخصوصية الثقافية. فحين تحدث احدهم عن الديموقراطية يجيب عليك بحماس انه مع الديموقراطية، و تكتشف في النهاية ان الديموقراطية التى يحدثك عنها هى غير تلك الحرية التى يعرفها العالم و استقر عليها، و اصبحت لها محددات و اساسيات اذا غاب احدها لا تسمى ديموقراطية، و حين تقول له ان ما تتكلم عنه ليس الديموقراطية التى يعرفها العالم، فيرد عليك بنفس الشكل و الطريقة التى تردد مثل الببغاوات. و حين تحدثه عن حقوق عن حقوق الانسان ينتهى الحديث الى ان يبادرك القول "و ما رأيك في حقوق الشواذ اليست من حقوق الأنسان" و يضع لك امر حقوق الانسان كله في الشواذ. بزعم الخصوصية الثقافية لبلادنا و تقليدنا الاصيلة. برغم ان دولة مثل السعودية بها اكبر معدلات الشواذ في العالم.و تجد نفس الحديث الذي تسمعه مع معظم الشعب المصري يكرر بنفس الشكل و الاسلوب، حول خصوصينا الثقافية العظيمة. و هذه الخصوصية هى نتاج لمجتمع محافظ تغيب فيه العقلية النقدية، و نقد الذات، و بالتالى اصبحت ثقافة راكدة، تصطدم الان مع العالم بعد سقوط الحواجز من جراء العولمة. هذه الخصوصية الثقافية أصبحت الان خطرا على العالم.و خصوصيتنا الثقافية هى تركيبة فريدة من الاستبداد، و الفكر الدينى السلفى، و قد اصبحت مثل برميل برود يهدد قيم العالم المتحضر التى اولها الحرية و التنوع. و أصبحت الحرية بكل اشكالها هى الدواء، الذى يشبه ضوء الشمس الذي يدخل غرفة مظلمة بها روائح نتنة و مغلقة منذ سنين طويلة.
لذا فالحل كما اصبح واضحا امام الجميع هو في حزب ليبرالى حقيقي، يؤمن قادته بقيم الحرية كما كان حزب الوفد قبل الثورة. حزب يجعلنا نتصالح مع العالم الغربي لا نصطدم معه. و يعيدنا الى ركب الحضارة الانسانية بكل قيمها.لنصرخ كما صرخ وليام ولاس بكل قوتنا "حرية" و المفارقة اننا الان قد لا نحتاج الا ان نقف في الشارع لنصرخ باصواتنا حرية. و لكن لا اعلم ماذا سيكون شكل المستقبل هل سنتطر الى ان نحمل السلاح مرة اخرى لنحرر بلادنا من محتل اجنبي "قرف" من سوء تدبيرنا، و ما نمثله من خطر على الحضارة البشرية بسبب تخلفنا.